في وداع عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجيراري
يُنعي بيت الشعر في المغرب عميدَ الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، الذي التحق بالرفيق الأعلى بعد حياةٍ حافلة بالعطاء الأدبي والأكاديمي، أغنَى خلالها الحياة الثقافية المغربية على مدى خمس عقود من البذل الفكري والعطاء العلمي المنتظم، مُساهما من عِدّة مواقع في توطين الأدب المغربي وتعزيز مكانته داخل الفضاء الجامعي والأكاديمي من خلال الإشراف وتأطير وتكوين أجيال من الباحثين والدارسين الذين تتلمذوا على يديه، ليغنوا البحث والدّرس الجامعي المتّصِل بأدب الغرب الإسلامي، خاصة أدب المغرب والأندلس.
إن بيت الشعر في المغرب وهو يُودّع اليوم إحدى العلامات الثقافية والأكاديمية الرفيعة التي كان الحقل الثقافي المغربي يفتخرُ بها، ليستحضرُ الدّورَ البارز الذي قام به الفقيد من أجل تثمين الشعر المغربي، الذي انشغل به باكرًا واستقصى جمالياتِه فصيحا و ملحونا. فقد عمل، رحمه الله، على تأصيل الدرس الأكاديمي المرتبط بفن الملحون، الذي خصّص له أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس بالقاهرة سنة 1969 تحت عنوان " القصيدة، الزجل في المغرب"، كما أشرف من خلال رئاسته للجنة الملحون بأكاديمية المملكة المغربية، على إصدار أحد عشر مجلدا ضمن "موسوعة الملحون". وهي الجهودُ التي أسفرت مؤخرًا على تصنيف شعر وفنّ الملحون تراثا إنسانيا عالميا.
بهذه المناسبة الحزينة، يتقدم بيت الشعر في المغرب بصادق العزاء وعظيم المواساة لأسرته الصغيرة و لكافة معارفه وطلبته ومحبيه ومريديه، داعيا الله تعالى أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح الجنان. إنا لله وإنا إليه راجعون.