اليوم العالمي للشعر 21 مارس 2022

كلمة بيت الشعر في المغرب

 بمناسبة اليوم العالمي للشعر

21 مارس 2022

 

لا شك في أنّ الحاجة إلى الشعر، بما هو قيمةٌ إبداعية خالدة، تحضرُ في كلّ زمانٍ و مكان. في زمن الشّدة، كما في زمن الرخاء، لكنها تكونُ في الأوّل أقوى من الثاني. و نحن إذ نحتفل، اليومَ، بهذا العيد العالمي للشعر، نلتمسُ فيه ملاذًا رحيما من شدائد تتناسل تباعا في راهننا. ذلك أنّ جائحة كورونا التي اعتصرتنا أزيد من سنتين، ما لبثت أنْ أسلمتنا إلى فظاعات الحرب في أكورانيا و إلى نُذُر اتّساع رقعتها و تداعياتها على السّلم و الأمن والاقتصاد، وكذا على الحياة الثقافية، في كل أنحاء العالم.
فلا مهربَ لنا، الآن، من اللجوء إلى الشعر كي نتحدّى به و برسالته المضيئة هذا الانحراف الحادّ بمسار البشرية نحو ظلامية الاحتراب والتدمير والفَناء، من أجل أنْ تستعيدَ الحضارات و الثقافات و اللغات عِطرَها و ألقها، و تطوّرَها. فالشعر كان، و مازال، صوتَ الشعوب وضميرَها. وهو، لدى الملدلهمّات، لمعةُ الأمل، وخفقةُ القلب، ورفّة الجناح. به تزهُو الأحلامُ، و به نسقي حدائقَ الروح.
و نحن، إذ نستحضرُ المنجز الشعريَّ الإنسانيَّ في مختلف لغاته و جغرافياته و أشكاله، و عبر كل العصور، بما يليق من شغفٍ و محبّةٍ لا يخبُوان، في اليوم العالمي للشعر؛ يسرّنا أن نعلن أننا قد استعدنا - في بيت الشعر في المغرب- بادرةَ تكريم الشعر و رموزه في العالم، بعد أنْ بَدَت تباشيرُ الانعتاق من قبضة وباء كوفيد... و ذلك بإطلاق احتفاليتي تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر إلى الشاعر المغربي محمد الأشعري ( المكتبة الوطنية، الرباط، 18 مارس 2022) و الشاعر الأمريكي تشارلز سيميك ( المعرض الدولي للكتاب و النشر، الرباط، يونيو 2022).
و هكذا، سنُشهر، من جديد، زهورَ الشعر و المحبة، مع مُبدع ملصقنا لعيد الشعر العالمي اليوم، الفنان جعفر عاقيل، في سماء كوننا الحزين الملتهب، وسننتصر دوما للشعر، و الجمال، و الحياة.