تقرير عن مراسيم حفل جائزة الأركانة العالمية للشعر الرباط، 6 فبراير 2019

نظّم بيتُ الشعر في المغرب، بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، ووزارة الثقافة والاتصال، حفلا ثقافيا وفنيا سلّمت، خلالَهُ، جائزةُ الأركانة العالمية للشعر، إلى الفائز بها في دورتها الثالثة عشرة، الشاعر وديع سعادة، وذلك فيمساء يوم الأربعاء 6 فبراير2019، بمدرج المكتبة الوطنية بالرباط.

ملصق الاحتفالية

تميّز هذا الحفل بحضُور السيد وزير الثقافة والاتصال الدكتور محمد الأعرج وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، كما تميز بحضور أعضاء من منتدى الجوائز العربية وهما الأستاذان الدكتور عبد العزيز السبيل، أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية، والدكتور أسعد عبد الرحمان، الأمين العام لجوائز فلسطين الثقافية.

الدكتور عبد العزيز السبيل، أمين عام الملك فيصل العالمية، والدكتور أسعد عبد الحمان، الأمين العام لجوائز فلسطين الثقافية في مقدمة ضيوف الأركانة

وقد كان برنامجالاحتفالية على الشكل التالي:

  • كلمة الشاعر مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب؛
  • كلمة السيد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال؛
  • كلمة السيدة دينة الناصري، مديرة مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير؛
  • كلمة الدكتور حسن نجمي، أمين عام جائزة الأركانة العالمية للشعر؛
  • مراسيم تسليم الجائزة؛
  • كلمة الشاعر وديع سعادة وقراءات شعرية؛
  • حفل موسيقي للفنان عصام سرحاني؛
  • توقيع كتاب "الذي عبر اسمه"،وهو منتخبات شعرية للشاعر وديع سعادة، من إعداد وتقديم الشاعر نجيب خداري، صدر بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، في 200 صفحة من الحجم المتوسط.

تسليم درع الجائزة

 

جدير بالذكر أنّ لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر لهذه السنة، والتي تبلغُ القيمة المادية للجائزة اثني عشر ألف دولار أمريكي، وتُمْنحُ مصحُوبة بدِرع الجائزة وشهادتِها، ترأسها الناقد عبد الرحمان طنكول، واعتمدت عضوية الأساتذة خالد بلقاسم، رشيد المومني، نجيب خداري، مراد القادري، رشيد خالص، وحسن نجمي الأمين العام لجائزة الأركانة العالمية للشعر.

في التقرير الذي نشرته هيأة التحكيم، نقرأ جملة من الحيثيات التي كانت وراء قرارها  بمنح الشاعر وديع سعادة جائزة الأركانة العالمية للشعر لهذه السنة. وممّا جاء فيه: " قدّم، الشاعر وديع سعادة، طِيلة نِصف قرنٍ، مُنجزا شِعريّا متفرّداً أسْهم، بجماليتِه العالية، في إحْداث انْعطافةٍ في مسار قصِيدة النّثر العربيّة وفتْحِها على أفقٍ كوني يحْتفي بالشّخصي والإنساني والحياتي.

ففي مزيجٍ مكثّفٍ، مدْهِشٍ، من البلاغة الرومنطيقية المُتأخرة، ومن الفانتازيا، ومن الشّذرية، ومن السّردي والسير ذاتي، يُقطّرُ وديع سعادة نصُوصَه بلغةٍ شديدة الصّفاء، مُحاولا إعادة ترْكيب الحياة، مُمجّدًا الغِياب والعابرين، في قلقٍ وجُودي عمِيق، آسر، يُضيءُ العدَم و يُعانِقه، ويُؤنْسِنُ الطبيعة والأشياء.

هو الذي أعْـلن مبكّرا، في مجمُوعته الأولى "ليس للمساء إخوة" انْكسار زجاجة العالم في يَده، دأبَ على بِناء عوالِمه، وشُرُوخ ذاته، داخل الهشاشة، والحلم، والوهم، والنّبرة الخافتة، والحِكمة، والجنُون، وضجِيج الصّمت، وحَطب الذكرى، ملاحِقـا الأثر الذي يـذوبُ ويزُول.

هو الذي انتمى إلى عديدِ الأمكنة، و إلى اللاّمكان، ليكتبَ أسْطورة المَنافي ويمْحُوها، ليكتب أسْرار الماء والغابة، ليتذكّر الشّجر و الحَجر والريحَ والذّئب الذي يُطاردُ الخرُوف في قـلب الشّاعر.

قصيدتُه انفلتت، باكرا أيضا، من إسَار عمُود الشعر، لتُلامِس رحَابة الشّعر في نثْر الحياة و تَحرّرها و تمرّدها. و تعلّم أنّ ماءَ الشّعر لن ينْساب فِي أعْطاف القصيدة إلاّ حين يقُولُ ذاتَه. وهكذا كانت سِيرته هي شِعْره، لاشيء خارجَها، حيث يرتَطِمُ الشّعْر، دومًا، بالشّاعر، في جدلٍ حميم، تتعدّدُ ألوانُه وظِلاله وأضْواؤُه، وتتحوّل، وتتباعد لتتلاحم وتتناغم أكثر فأكثر... فتصير نبْعًا، منه تنْبجِسُ قطرةُ الشّعر وإليه تعُود".

ولأنّ حفلُ جائزة الأركانة العالمية للشّعر ليس مُناسبة لتثمِين المنجزات الشّعـرية الباذخة فحسب، بل هو كذلك لحظة للانفتاح على التجارب الفنية المُميزة التي يتقاطع أفُـقها الجمالي مع الشّعر ويتماهى مع خطوه وأثره.

وفْق هذه الرؤية، فقد اختار بيت الشعر في المغرب أنْ يُحييَ حفل هذه السنة  الفنان المغربي عصام سرحان بمعيّة فرقته الموسيقية. 

ويُعدّ عصام سرحان، المولود بمدينة القصر الكبير، أحد حُـرّاس الغناء المغربي والعربي الأصيل، المحافظ على هُويته وتجذّره في الذاكرة الموسيقية العربية.

درس عصام سرحان الموسيقى بالمعهد البلدي لمدينة القصر الكبير ثم لاحقا بمدينة تطوان، وحصل على شهادة الكفاءة فيها، كما درس بمسلك علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. شارك في العديد من المهرجانات الفنية والموسيقية وتألق في البرنامج العربي the Voice حيث اعتبر نجم هذا البرنامج بدون منازع.

 

صورة من الحفل الفني

 

غلاف المنتخبات الشعرية الصادرة بمناسبة حفل جائزة الأركانة العالمية للشعر.